أزمة إيلون ماسك.. وقف إطلاق صواريخ “سبيس إكس” بعد انفجار أكبر صواريخها
صدرت أوامر عن الهيئة المنظمة للطيران فى الولايات المتحدة لشركة “سبيس إكس” بوقف إطلاق صواريخ “ستارشيب”.. بينما تجرى الشركة و”هيئة الطيران الفيدرالية” (إف إيه إيه)، تحقيقات لمعرفة سبب انفجار الصاروخ الأكبر لدى الشركة بعد إطلاقه بفترة وجيزة من قاعدة إطلاق فى تكساس أول أمس.
ويعد الحادث بمنزلة تراجع لشركة تكنولوجيا الفضاء التى يملكها إيلون ماسك، وتقدر قيمتها بـ350 مليار دولار، لاسيما أنه وقع بعد ساعات من نجاح إطلاق منافسه جيف بيزوس عبر شركته “بلو أورجين” لصاروخ ضخم جديد فى أول رحلة تجريبية له.
ونقلت صحيفة “فاينانشيال تايمز” عن الهيئة المنظمة للطيران فى الولايات المتحدة قولها “إن هيئة الطيران الفيدرالية طلبت من سبيس إكس التحقيق فى الحادث المؤسف الذى أدى إلى خسارة الصاروخ “ستارشيب”، مشيرة إلى أنه “ليست هناك أى تقارير عن حدوث أضرار فى الأرواح، وتعمل هيئة إف إيه إيه مع سبيس إكس والسلطات المعنية للتأكد من التقارير التى تحدثت عن أضرار فى الممتلكات فى منطقتى توركس وسياكوس”.
وتسبب الحادث فى إبطاء العشرات من رحلات خطوط الطيران، إما بتحويلها أو بتأجيلها بقرارات من هيئة الطيران المدني، بسبب سقوط الحطام الناتج عن الانفجار فى الأجواء فوق منطقة شمالى البحر الكاريبي.
وقد أظهرت لقطات مصورة عبر الفيديو، تداولتها مواقع تواصل اجتماعي، سقوط الحطام الملتهب للصاروخ بصورة واضحة فى صورة زخات من ألسنة اللهب.
ووصفت “سبيس إكس” الحادث بأنه كما لو كانت “عملية تفكيك سريعة غير مجدولة”، بينما البيانات الأولية تشير إلى أن حريقاً اندلع فى القسم الخلفى من الصاروخ.. وقد تطايرحطام الصاروخ فى المحيط الأطلنطى داخل المنطقة المحددة سلفاً ضمن المناطق الخطرة”.
وأضافت “سبيس إكس” فى تعليقها على الحادث قائلة إن الإخفاق “يخدم كعنصر تذكير أن تجربة التطوير بحكم تعريفها تعد غير متوقعة.”
من جانبه، قال إيلون ماسك إن “النجاح غير مؤكد، لكن الترفيه مضمون”، فى معرض رده على لقطات مصورة للحادث.
غير أن، شركة “سبيس إكس” نجحت فى إنجاز “التقاط” ناجح آخر لصاروخ قابل لإعادة الاستخدام فى فرعها العملاق “ميكازيللا”، المخصص لإنتاج الروبوتات، عند عودة الصاروخ إلى الأرض.
وفى تدوينة له على منصته الاجتماعية “إكس”، قال ماسك إن الفشل الرئيس للصاروخ ربما يكون سببه تسرباً للأوكسجين أو الوقود فى حوائط الصد بالنسبة لمحرك الصاروخ، مضيفاً: “لا شيء أكثر من ذلك يفترض دفع الإطلاق المقبل إلى أواخر الشهر المقبل.”
بدورها، قالت “هيئة الطيران الفيدرالية” (إف إيه إيه) إنها “ستنخرط فى كل خطوة تقودها سبيس إكس فى عملية التحقيق فى الحادث المؤسف، ويتعين الموافقة على التقرير النهائي، بما فيه التصرفات التصحيحية”.
وأشارت إلى أنه “بالعودة إلى الرحلة فإن هيئة الطيران الفيدرالى تصمم على أن أى نظام، أو عملية، أو إجراء يتعلق بالحادث المؤسف ينبغى ألا يؤثر على سلامة المواطنين”.
جاء الحادث بعد فترة قصيرة من نجاح الإطلاق التجريبى لصاروخ “نيو جيلين” الأصغر من شركة “بلو أورجين” المملوكة لمؤسس شركة أمازون جيف بيزوس، الذى يتحدى ماسك فى سوق إطلاق الصواريخ.. وجاء إطلاق “نيو جيلين” بعد خمس سنوات عمّا خطط له فى السابق.
وقد علق بيزوس فى تدوينة على موقع “إكس” متمنياً التوفيق لماسك و”سبيس إكس”.
وتقول “فاينانشيال تايمز” إن شركة “سبيس إكس” أصبحت أكبر شركة خاصة فى العالم من حيث القيمة قبل شهر مضى، وحصلت على تقييم بـ350 مليار دولار، وفق تقييم لمبيعات أسهم موظفين فى الشركة.. وقد شكل ذلك قفزة ضخمة عن قيمتها السابقة، التى قدرت قبل ستة أشهر بنحو 210 مليارات دولار.
وقد تدافع مستثمرون فى دعم “سبيس إكس”، وهو ما أرجعته مصادر عليمة إلى قرب ماسك من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، وهو الأمر الذى وصفوه بـ”تورم ترامب” فى القيم المختلفة للكيانات المملوكة لماسك.
وقادت شركة “سبيس إكس” مسيرة رحلات الفضاء التجارية، وحققت إنجازات كبرى ضمن طموحات ماسك النهائية لتطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وخلق سباقاً بشرياً صوب استغلال الموارد التى يتم العثور عليها فى أجرام فلكية أخرى.
تأسست شركة “سبيس إكس” فى عام 2002، وأصبحت أول شركة خاصة لنقل البشر إلى محطة الفضاء الدولية فى عام 2020.. وقد استدعيت “سبيس إكس” فى العام الماضي، للعمل على إعادة رواد فضاء عالقين فى المحطة الدولية إلى الأرض.