الدول الأوروبية ترفض بشدة مقترح استيلاء أمريكا على غزة
أكدت الدول الأوروبية دعمها لحل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، ردا على مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة.. فيما وجهت انتقادات حادة على المقترح، ووصفته بأنه “غير مقبول”.
ففى ألمانيا؛ قالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك – فى بيان – “إن طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون فقط غير مقبول ومخالفا للقانون الدولي، بل سيؤدى أيضا إلى معاناة وكراهية جديدة”.. لا يجب أن يكون هناك حل يتم فرضه فوق رؤوس الفلسطينيين”.
وفى باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية رفضها الواضح لخطة ترامب، مشيرة إلى أن النقل القسرى للسكان الفلسطينيين للسماح بالإشراف الأمريكي؛ يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، وعقبة كبيرة أمام حل الدولتين”.
وأكدت ضرورة أن يكون مستقبل غزة؛ “فى إطار دولة فلسطينية مستقبلية تحت إشراف السلطة الفلسطينية، وليس تحت سيطرة دولة ثالثة”.
بدروها، أعربت إسبانيا وإيرلندا – وهما دولتان اعترفتا العام الماضى بدولة فلسطين – عن معارضتهما للاقتراح المفاجئ الذى يزعزع عقودا من سياسة الولايات المتحدة الخارجية. ولم يتم الإعلان عن تفاصيل محددة بشأن التمويل أو اللوجستيات. حسبما ذكرت شبكة “يورو نيوز” الأوروبي.
وقال وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس اليوم “غزة؛ أرض الفلسطينيين، ويجب أن يبقوا فيها.. وهى جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيرلندى سيمون هاريس إنه “سيحكم على البيت الأبيض بناء على أفعاله؛ ليس أقواله”، لكنه طلب توضيحا لتصريحات الرئيس.
وأضاف هاريس – خلال تصريح له بجانب تاوسيتش مايكل مارتن، الذى كان أيضا ناقدا – “نحتاج إلى حل الدولتين، ويحق للشعبين الفلسطينى والإسرائيلي، أن يعيشا فى دولتين آمنتين جنبا إلى جنب، وهذا هو المكان الذى يجب أن نركز عليه”، مضيفا “أى فكرة لنقل سكان غزة إلى مكان آخر ستكون متناقضة بشكل واضح مع قرارات مجلس الأمن الدولي”.
وفى بريطانيا، أعرب رئيس حكومتها كير ستارمر – خلال جلسة أسئلة فى مجلس العموم البريطانى – عن تحفظاته على مقترحات ترامب؛ فى أول معارضة علنية كبيرة للإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال ستارمر: “يجب السماح لسكان غزة بالعودة إلى منازلهم، ويجب أن يسمح لهم بإعادة البناء، وعلينا أن نقف معهم فى هذا الجهد فى طريقنا إلى حل الدولتين”.
وأشار إلى أن القضية الأكثر أهمية هى الحفاظ على وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس الذى دخل حيز التنفيذ فى يناير، بما فى ذلك إطلاق سراح المحتجزين والسماح بدخول المساعدات إلى غزة، حيث تتفاقم الكارثة الإنسانية.
وفى روما، أشار وزير الخارجية الإيطالى أنطونيو تاجانى إلى أن روما ستدرس خطة ترامب، لكنه أكد أن البلاد لا تزال تدعم حل الدولتين.. مضيفا “فيما يتعلق بإجلاء السكان المدنيين من غزة، يبدو لى أن رد الأردن ومصر كان سلبيا، لذا يبدو لى أنه من الصعب تنفيذ هذه الخطة”.