روبيو: موظفو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية انتهكوا تمويل برامج المساعدات الخارجية
صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بأن بعض موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية انتهكوا الحظر الذي فرضته الخارجية على تعليق تمويل معظم برامج المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما.
وقال روبيو خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس غواتيمالا برناردو أريافالو: “حتى بعد صدور الأوامر بتعليق المساعدات الخارجية، استمر بعض أفراد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID بمحاولة تنفيذ المدفوعات في انتهاك واضح لهذه التوجيهات”.
وأشار روبيو إلى أن موظفي الوكالة “لم يُظهروا المستوى المطلوب من التعاون مع القيادة الجديدة لوزارة الخارجية”، لافتا إلى أن وزارته “اضطرت إلى الرد على ذلك لأن ما حدث في جوهره، كان عدم امتثال للأوامر الصادرة”.
وأضاف روبيو: “هذه ليست مؤسسة خيرية ولا أموالا خاصة، هذه أموال دافعي الضرائب الأمريكيين”.
وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد أعلنت الأربعاء أنها ستضع معظم موظفيها حول العالم في إجازة إدارية اعتبارا من الساعة 11:59 مساء الجمعة بالتوقيت الشرقي، مما يعني تعليقا مؤقتا لأغلب البرامج التي تديرها الوكالة، وهي الجهة المسؤولة عن قيادة برامج المساعدات الخارجية الأمريكية.
ووفقا للإعلان والبريد الإلكتروني المرسل إلى الموظفين، فإن الغالبية العظمى من العاملين الإشرافيين سيعودون إلى الولايات المتحدة خلال أيام.
ويوم الاثنين الماضي، قامت الإدارة الأمريكية فعليا بتعليق أنشطة الوكالة وبقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم تعيين روبيو قائما بأعمال رئيس الوكالة، الذي أخطر بدوره الكونغرس بمراجعة المساعدات الخارجية التي تقدمها الوكالة.
وقال روبيو في وقت سابق إن قرار دمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بوزارة الخارجية لا يهدف إلى إنهاء برامجها، بل يتعلق بمشاكل في إدارتها.
ورغم أن “USAID” تعتبر وكالة مستقلة من الناحية الشكلية، إلا أنها في الواقع تعمل ضمن هيكل وزارة الخارجية الأمريكية.
وجاءت هذه القرارات نتيجة توصيات من رجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، الذي عينه ترامب سابقا على رأس الهيئة الجديدة المعنية برفع كفاءة الحكومة الأمريكية، وتقليص البيروقراطية، وخفض التضخم في القطاع الحكومي.
كما وصف ماسك، “USAID” بأنها منظمة إجرامية وقد “حان وقت موتها”.
وكان ترامب قد انتقد الوكالة في مناسبات عديدة، قائلا إنها تنفق أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على مشاريع لا تخدم المصالح الأمريكية كما أنها تدار من قبل مجموعة من “المجانين المتطرفين”.
وفي 25 يناير الماضي، أفادت صحيفة “بوليتيكو” بأن روبيو أصدر أمرا بإيقاف التمويل لمدة 90 يوما لمعظم برامج المساعدات الخارجية تقريبا، بما في ذلك المساعدات المقدمة عبر”USAID”. وأُشير إلى أن القرارات بشأن استمرارية أو تعديل أو إيقاف برامج التمويل ستتخذ بناء على نتائج التحقيق الذي سيجريه وزير الخارجية.
ونتيجة لهذا التجميد، توقفت آلاف البرامج الإنسانية والتنموية والأمنية الممولة من الولايات المتحدة حول العالم أو كانت تستعد للتوقف عن العمل. ومع غياب التمويل اللازم لدفع أجور الموظفين، بدأت المنظمات المعنية بالمساعدات في تسريح مئات الموظفين.
وقد أثارت إجراءات إدارة ترامب الجمهورية ضد الوكالة، التي كانت تعتبر أداة رئيسية في السياسة الخارجية الأمريكية وتأثير واشنطن على الدول الأخرى، موجة من الاحتجاجات بين أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي.