المستشار الألماني: نرفض فرض اتفاق سلام على أوكرانيا
أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس ، مساء اليوم الإثنين ، عن رفضه سلاما يُفرض على أوكرانيا، وذلك بعد مشاركته في اجتماع بين عدد من قادة أوروبا دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، اليوم في قصر الإليزيه.
وفي تصريحات للصحفيين بسفارة ألمانيا بباريس، أكد شولتس على أهمية هذا الإجتماع غير الرسمي ، وقال “كان هذا الاجتماع مهما للغاية، ويأتي في وضع صعب بالنسبة لأوروبا”، وشدد على أن “أوكرانيا لا يمكنها قبول كل ما يُعرض عليها تحت أي ظرف من الظروف”.
وأكد على أهمية مواصلة دعم كييف، وقال “يمكن لأوكرانيا أن تثق بنا .. وسوف نستمر في دعمها” ، وأشار إلى استعداد الأوروبيين لإنفاق 2% على الأقل من ناتجهم المحلي الإجمالي من أجل مستقبل الدفاع الأوروبي.
وقال شولتس “مستعدون لإنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجنا المحلي الإجمالي من أجل مستقبل دفاع أوروبا ، وإذا أنفقت الدول الأوروبية المزيد، فإن ألمانيا تؤيد عدم أخذ هذا الإنفاق في الاعتبار في حسابات عجز الميزانية الأوروبية”.
ويعقد حاليا اجتماع طارئ لقادة دول أوروبية بباريس بدعوة من الرئيس إيمانويل ماكرون لمناقشة الأمن الأوروبي وملف أوكرانيا، في وقت تعتزم فيه الإدارة الأمريكية التفاوض مباشرة مع روسيا لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف.
وشهد اجتماع باريس حضورا رفيع المستوى مع رؤساء حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك ، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ، وأمين عام حلف شمال الأطلسي مارك روته.
ووفقا للإليزيه، يهدف هذا الاجتماع إلى بدء مشاورات بين القادة الأوروبيين حول الوضع في أوكرانيا والقضايا الأمنية في أوروبا ، ويمكن أن تستمر مناقشات القادة الأوروبيين “في صيغ أخرى”، بهدف جمع الشركاء المهتمين بالسلام والأمن في أوروبا.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع دونالد ترامب قبيل انعقاد هذه القمة الأوروبية الطارئة بشأن أوكرانيا في باريس.
يأتي هذا الاجتماع في لحظة حرجة بالنسبة للعلاقات عبر الأطلسي وسط قلق أوروبي من مبادرات الرئيس دونالد ترامب الذي استأنف المحادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن أنه سيلتقي نظيره الروسي في السعودية لبدء مفاوضات بشأن أوكرانيا ، حيث تدخل الحرب عامها الرابع في 24 فبراير ، إلا أن الولايات المتحدة أعلنت أن الاجتماع الروسي الأمريكي الذي سيعقد الثلاثاء في الرياض ليس “مفاوضات” بشأن أوكرانيا، بل متابعة للمكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية.
كما يأتي هذا اللقاء عقب اختتام مؤتمر ميونخ الأمني في ألمانيا الذي ألقى فيه نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس خطابا حادا هاجم فيه الاتحاد الأوروبي ، متهما إياه بفرض قيود على حرية التعبير، مع تأكيده أن الأمريكيين يدرسون إجراء مفاوضات بشأن أوكرانيا بدون الأوروبيين.
وفي هذا الصدد، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو ، أمس الأحد ، إن “الأوكرانيين وحدهم مخولون باتخاذ قرار وقف القتال، وسوف ندعمهم طالما لم يتخذوا هذا القرار”.
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، اليوم الاثنين ، إن كييف لن تشارك في المحادثات التي ستعقد في السعودية هذا الأسبوع بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا ، وأضاف ـ في إفادة صحفية من الإمارات حيث يقوم بزيارة رسمية ـ : “إن أوكرانيا لن تعترف بأي اتفاق روسي أمريكي يتم التوصل إليه بدونها”.