google.com, pub-7221182590533844, DIRECT, f08c47fec0942fa0
أخبار العالم

ترامب يعيد تشكيل الرئاسة الأمريكية في 30 يوما.. واشنطن بوست: دونالد سعى لرؤية مختلفة عن أسلافه ويعتقد أنه مكلف بـ”مهمة عليا”.. خبراء: يحاول جعل المنصب مثل الرئيس التنفيذي لشركة.. ودعم أمريكى رغم التجاوزات

في شهر واحد فقط من توليه منصبه، أوضح الرئيس الامريكي دونالد ترامب أنه يرى الرئاسة بشروط مختلفة تمامًا عن أي من أسلافه، ورغم ذلك، ترامب ليس أول رئيس يدفع حدود سلطته حيث أقال أندرو جونسون وزيرًا في مجلس الوزراء في تحد للكونجرس. وحاول فرانكلين روزفلت حشد المحكمة العليا وأقال ريتشارد نيكسون المدعي العام الذي هدد قبضته على السلطة.

قالت صحيفة واشنطن بوست، أن تحركات ترامب تخطت كل الحدود، فالرئيس الأمريكي الحالي يتجول بين السلطات التنفيذية، مقتنعا أن الحكم المنفرد حقا له، متجاوزا بذلك قوانين الكونجرس حتى لو كان هذا يعني تدمير وكالات أو التدخل في نظام العدالة أو منح امتيازات هائلة لمستثمرين ومتبرعين أثرياء.

يقول المؤرخ في جامعة تكساس في أوستن إتش دبليو براندز : “نحن في نوع جديد من الرئاسة مع دونالد ترامب إنه يحاول جعل الرئاسة مثل منصب الرئيس التنفيذي في شركة”.

يضيف براندز، كاتب سيرة أندرو جاكسون وفرانكلين روزفلت ورونالد ريجان، أن ترامب هو أول رئيس يتجاهل وجود الكونجرس. وقال: “لم يقم الرؤساء قبل ترامب بالقيادة بأوامر تنفيذية لقد لجأوا إلى الأوامر التنفيذية عندما لم يفعل الكونجرس ما أرادوا منه أن يفعله. لكنهم جميعًا اتفقوا على أنه من الأفضل حمل الكونجرس على تمرير التشريعات بدلاً من إصدار أمر تنفيذي”.

 

 

الشهر الأول لترامب لافت للنظر ليس فقط بسبب تصرفاته، ولكن أيضًا لأن عددًا كبيرًا من الأمريكيين وأعضاء الكونجرس يصفقون لنهجه الذي وصفته الصحيفة بالعدواني في العمل.

قال تيموثي نفتالي، المؤرخ في كلية الشؤون الدولية والعامة بجامعة كولومبيا: “ما يجعل هذه اللحظة خطيرة بشكل خاص بالنسبة لأولئك الذين يهتمون بنظامنا الدستوري هو أن دونالد ترامب يعتقد أنه لديه تفويض للتصرف بهذه الطريقة – وحتى الآن، لم يقاوم الشعب الأمريكي”

تصرفات ترامب خلال الثلاثين يوما غير التقليدية عديدة ومتنوعة، لكنها تعكس اعتقاده بأن الكونجرس ليس له عمل في إخباره بكيفية إدارة السلطة التنفيذية، شرع في خفض القوى العاملة الفيدرالية مع القليل من الاهتمام بالقوانين العديدة التي تهدف إلى حمايتها وواصل هذا الدفع بزعم السيطرة المباشرة على الوكالات، مثل لجنة الاتصالات الفيدرالية، التي منحها الكونجرس قدرًا من الاستقلال لحمايتها من التدخل السياسي.

وقال نفتالي: “إنه ليس أول رئيس يضغط ضد قيود المنصب لكنه أول رئيس ينكر أهمية الضوابط والتوازنات للنظام. إنه أول رئيس ينكر إمكانية تقديم المشورة المهنية غير الحزبية إنه أول رئيس يلتزم علناً بتسييس وزارة العدل”.

وفي البيت الأبيض، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات في بيان: “في شهر واحد، أنجز الرئيس دونالد ترامب بالفعل أكثر مما أنجزه معظم الرؤساء طوال فترة ولايتهم بأكملها حيث يفي بوعده بتدشين العصر الذهبي لأمريكا اتخذ الرئيس ترامب إجراءات تاريخية لتأمين الحدود الجنوبية، وإطلاق العنان لهيمنة أمريكا على الطاقة، وحماية العمال الأمريكيين، وإعادة تأسيس القوة الأمريكية في الخارج”.

وعلى المستوى العالمي، ففي اجتماع دولي عقد مؤخراً حول الأمن الدولي في ميونيخ، أوضح الزعماء الأوروبيون شعورهم بأن الولايات المتحدة قد غيرت نهجها تجاه الديمقراطية في ظل رئاسة ترامب.

قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس: “أنا حليف قوي وصديق لأمريكا. الحلم الأمريكي هو شيء أذهلني وأثر علي دائمًا، ولهذا السبب لا يمكنني تجاهل ما سمعناه من قبل”، قبل رفض تعليقات نائب الرئيس جيه دي فانس التي شككت في نهج الدول الأوروبية تجاه الديمقراطية.

يقارن البعض نشاط ترامب المبكر بالأيام المائة الأولى الشهيرة من رئاسة روزفلت، لكن خلال فترة شهر العسل تلك، كان روزفلت يعمل مع الكونجرس، وليس حوله، وأشارت الصحيفة إلى أن روزفلت في تلك الأيام المائة دفع بخمسة عشر مشروع قانون رئيسي، ما أدى إلى إنشاء خمس عشرة وكالة فيدرالية، بينما كان يعمل على مكافحة الكساد الأعظم.

وبحسب التقرير، يشير خطاب الرئيس الامريكي الى انه يري ننفسه وكأنه لديه مهمة أعلى، فقد قال ان دوره “مقدر الهيا” وقال في عدة مناسبات بعد محاولة اغتيال ترامب في يوليو الماضي ان الله انقذه حتى يتمكن من انقاذ البلاد من امراضها الحالية، واقترح انه بصفته “منقذ أمريكا” فهو فوق القانون، ونشر مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، “من ينقذ بلاده لا ينتهك أي قانون”.

وفي يوم الأربعاء، نشر ترامب رسالة أخرى، حيث أخذ الفضل لنفسه في إنهاء تسعير الازدحام في نيويورك. وكتب: “مانهاتن، وكل نيويورك، تم إنقاذها .. عاش الملك!” صحبها بصورة اثارت جدلا.

 

 

 

وعلق المؤرخ روبرت داليك قائلا إن صفات ترامب الأنانية ليست ما يجعله مختلفا عن أسلافه؛ فهذه سمة مشتركة بين الطامحين إلى الرئاسة. وقال إن ما يختلف عنه ترامب هو تصميمه على ثني الحكومة إلى هذه النظرة لنفسه.

وقال داليك: “كل من يترشح للرئاسة لديه دوافع ليكون الشخصية المركزية في البلاد، والشخصية السياسية المركزية والنجم. لذلك يبدو لي أنه يجب أن يكون مدفوعا بنوع من الأنانية. ما يميزه هو مدى استعداده للذهاب في مركزية السلطة. هل يعرف حدود سلطته؟”

أفضل قرارات ترامب في 30 يوم

وعلى الجانب الشعبي، أظهر استطلاع أجرته شبكى سي ان ان الامريكية أن نسبة تأييد ترامب بلغت 47% مقابل 52% من المعارضين، وكشف أن غالبية الأمريكيين يقولون إن الإجراء الأكثر أهمية الذي اتخذه ترامب كان تأمين الحدود يليه خفض الانفاق الحكومي مع ايلون ماسك ووزارة الكفاءة الحكومية، وأشار التقرير الى ان نسبة تأييده لا تزال أعلى من أي وقت مضي خلال ولايته الأولى.

وفي الوقت نفسه، يقول العديد من الأمريكيين إنهم يريدون من ترامب، أن يفعل المزيد لمعالجة الأسعار اليومية ووفقًا للاستطلاع، يقول 62% من الأمريكيين إنه لم يذهب بعيدًا بما فيه الكفاية بشأن هذه القضية، بما في ذلك 47% من الجمهوريين، و65% من المستقلين و73% من الديمقراطيين.

 

المصدر

إعلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى